فانتازيا أم انفصام

on

دائما ما كانت مجتمعاتنا ترى الغير من دول العالم الأول والثاني هي السائدة وهي الرائدة وهي تصنيفات زرعت بعد الحرب العالمية وتكوين ما يسمي بمجلس الأمن ، طبقية زرعت بقصد في تصنيف دول العالم الى أول وثاني وثالث ، ولعل الانتصار في الحروب ما هو الا انبعاث كريه للنفوس التى تقطر منها رائحة الشر والهوس بالذاتية وحب التحكم في الغير والتسلط على مقادير الأمور ، طبيعة بنى آدم منذ أن سطرها قابيل بقتل أخيه هابيل بسبب الحقد والحسد والأنا المغرورة المتكبرة .

مجتمعاتنا العربية التى زرع فيها اننا عالم فقر متخلف وجاهل ، ينظر الى طبقة الإنسان الأبيض أنه السيد دوما وأنه صاحب السيادة في العلم والتطور وصاحب الأنظمة التكنولوجية والتقنية والعلمية التى لا تقهر ، وقد زُرع فينا منذ أن كنا صغارا أننا أمة متخلفة وجاهلة ولا فائدة منها ونمط التكرار هذا يدرب العقل الباطن على الرضا بهذا القدر والتسليم بهذا الأمر أنه واقع ، ولأننا أمة قل ما نقرأ ونتسيد الميديا فقط لإستقاء المعلومات منها وشبكة الإنترنت ، لذلك نجد تلك المسلمات أننا وطن عربي نشأ على الجهل وأمة إسلامية تفتخر بتاريخها فقط وتنظر اليه بحنان الفقد لهذا التاريخ .

فنحن أمة لها قرآن أنزل من فوق سبع سماوات ورسول كريم هو منبع الأخلاق العظيمة ، لنجد أن الاخلاق العظيمة هى التى تبنى الأمم والتى تضع الأساس المتين لنهضة هذه الأمم ، فمجتمعاتنا العربية التى تقهقرت للخلف ما هو الا بسبب تراجع أخلاقها فهبطت الى الدون عن غيرها ، واضحت تنظر الى الغير أنه هو السيد ، لانه يملك درجات أخلاق مكنه من التسيد على حين غفلة من أمتنا الكسيرة ، وعندما تتجول عينك وبصيرتك في المجتمعات الغربية تجد أنها مجتمعات مبنية فقط على نظام رأسمالي ، الأساس فيه يتكون على جلب الأموال وليست الأخلاق الحقيقية ، فعندما يتسقل الفرد فيهم منذ الــ 18 عاما عن عائلته و يعيش منفردا في بيت آخر سواء لوحده أو مع صديقته أو خليلته فهنا نجد ان البناء الأسري هنا ينتهى دوره مع رعاية أفراده حتى سن 18 عاما ولا توجد سلطة لرعايته او توجيهها لاحقا ، وليس فقط هذا وانما التدخل يكون في الأبناء منذ سن المدرسة في زرع أفكار الإستقلالية عن توجيه الأسرة بما تراه مناسبا ، ولعل الوجه الآخر لهذه المعاملة هى ميزة لحماية الأطفال من العنف الأسري ولكن من يتربى في بيئة صالحة سوف ينتج بيئة صالحة ولا يحتاج الى تدخل .

رغم التقدم الظاهري المبنى على العلم والترف الاقتصادي القائم على الدخول العالية ، وتسيد المجتمعات الغربية العالم في البناء والسبق في العلم ، لكنهم بفتقدون الى الأخلاق الحقيقية المبنية من العقائد الصحيحة ، وليست من النظم فقط ، لأن معظم الحضارة المتسيدة الآن مقيدة بسلطة نظام القانون ، والقانون هو ما ينظم حياتهم ويبرمجهم على التقيد به لذلك نرى حياتهم الظاهرية متقدمة ونمط حياتهم في ترف ، لكن عندما تغوص في الأعماق ترى هناك الجوهرة المفقودة التى لن تتقيد بنظام أو قانون إذا اتيحت لها ذلك ، لأن سلطة الاخلاق الحقيقية مفقودة من الداخل وترى من الداخل هناك مفقود لا ترتوي به إلا الأرواح السليمة التى تكون في سكينة وهدوء ولو عاشت في غابة بدون قانون .

الحضارة الغربية لها مميزاتها في احترام الانسان وتقدير هيبته في المعاملة الكريمة ، منذ الصغر وحتى الكبر وهذا ما تلاحظه عندما تعيش وسط هذه المجتمعات ، وتحافظ سلطات تلك الدول على ذلك النمط من الحياة لجميع الافراد الذين يعيشون فيها ، لكن جوهر الحياة السليمة تعانى منه معظم تلك المجتمعات لأنها تفتقد الى روح السكينة والطمأنينة من الداخل ويعوض بهذا الزخم من مظاهر الحياة من ترف وتفاخر بالزينة والأموال والمظاهر ، وهذا ما انعكس علينا كمجتعات عربية واسلامية منذ أن بدأنا نقلدهم .

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s