عندما تكافح لأن تشرح أن هذا الشئ هو الطبيعي ولا يجب شرحه في الأصل، وترى أن ألوان قوس قزح السبعة يجب أن لاتختلف عند الأطفال عن الألوان الستة ، فكلها ألوان عند الأطفال ولايميزون بينها أن تلك السبعة نشأت عن تعاكس ضوء الشمس مع زخات المطر أو مع الماء وغيرها يشير الى انحراف بشري عن الطبيعة والغريزة واتخاذ تلك الألوان الجميلة شعار لتلك الفئة المنبوذة المسكينة المريضة من البشر التى تحتاج الى علاج أو كي لكي تستقيم .

عندما يسألك طفلك فجأة عن هل يمكن أن يتزوج الرجل برجل مثله والمرأة بأخرى مثلها ، وأنت كنت تكافح في أن تسيطر في على برامجهم وألعابهم وتحدد لهم ساعات اللعب وتعرف ما ينزلون منها وبإذنك ، ولكن تدرك في عقلك ووعيك أن ما يربي معك في هذا الزمن ليست تلك الانحرافات من التطبيقات وبرامج الالعاب والانترنت فقط وإنما المدرسة والشارع والتلفاز ونتفلكس وديزني وامازون برايم وفورت نايت وببجي ، وغيرها من المؤثرات المبرمجة لقيادة القطيع في زمننا هذا .
فالمشكلة والتحدى كيف تقود الفهم السليم في زمننا هذا الى الأطفال بشكل يتماشى مع سنهم ، لأننا نعيش وسط تحديات كثيرة أهمها غرس أفكار ومفاهيم منحرفة عبر أساليب حديثة لم نتعود عليها أو لم نكن نتصورها لأننا لم نعشها وعلينا أن نواجه فيها أطفالنا وأسألتهم وشرح تلك الانحرافات بشكل مبسط لتتماشى مع عقلية الأطفال ، فالأطفال أذكياء ولماحون وعلينا ان نكيف نحن أسلوبنا وعقولنا وأفكارنا لكي نستطيع مواجهة تلك التحديات من الإنحرافات السلوكية كالمثلية الجنسية والنظرة الى الجنس الآخر من وقت مبكر بشكل غريزي أو الضرب على الغرائز في سنهم عبر بث مشاهد القبلات واللبس القصير والأحضان في برامجهم ومسلسلاتهم الطفولية وليس انتهاء ماهو أصل الإنسان وهل كان قرد ؟! ، تلك هي إشارات لتهئية العقل الباطن لاستقبال تلك الإنبعاثات السلوكية الضارة كسلوك عادي يجب أن يتعود عليه الطفل ويتمكن من ممارسته لاحقا دون أدنى مشكلة في التمييز بين أنه حرام أو غير ممكن وغير صالح للفطرة الإنسانية السليمة أو يستوى معه مفهوم الحياة الزوجية مع غيرها من حياة الأصدقاء في منزل واحد او المثليين في بيت واحد ، وحتى الإنسان البالغ في مجتمعنا المحافظ عليه أن يتكيف بشكل اعتيادى في لا إنكار معه أو تشيين لهذا الأفكار والأخلاق المريضة التى تُفرض ويُروج لها في وكل وسيلة وتبث سمومها عبر كل وسيلة ممكنة يمكن أن تصل لهؤلاء الأطفال .

مسألة التربية أصبحت تحدى كبير في زمننا هذا لأنها مسؤولية ، فعندما كنت في المرحلة الجامعية كان لي عم فاضل هو أستاذ ومدير مدرسة فكان يقول في هذا الزمن التربية هى الدعاء فقط للأولاد مع نصحهم وبذل التوجيه لهم ، فقلت في نفسي اذا كان هذا الكلام قبل 15 عاما من الآن ، واذا كان والدي حفظه الله حريص على ألا أتاخر من المسجد الى البيت وأن أقف مع بعض الشلة للحديث وفيهم الصالح والطالح وخوفا علينا من الطالح منهم ، فكان الحرص علينا وكنا نراه حصار ، هذا منذ ما يقارب 30 عاما تقريبا ، وذاك الزمن المسكين لم يكن عندنا الا تلفاز به ما يقارب من 5 الى 10 قنوات تلفزيونية تبث عبر الآريل أو الأسلاك لمن في جلينا وليست الأطباق او الدش والريسيفرات ، ولكن أعترف أن المدرسة كانت تؤثر في السلوك أيضا والأفكار وعلى زمنها كانت تلك الأفكار الجنسية التى كانت يتبادلها المراهقون في المرحلة الاعدادية والثانوية وكانت تقف عند هذا الحد بوجود الحزم ف التربية من الأب والأم .
اليوم نحن مجابهون بعدة جبهات في قيادة أنفسنا وقيادة من حولنا نحو الطريق السليم ، لأن زرع الأفكار الضارة والسلوكيات المنحرفة ببطء كالسم في العروق هو عمل ممنهج في نظرى عبر كل وسيلة ممكنة يستغلها هؤلاء للترويج الى هذه الانحرافات وبثها لنتعود عليها في أن تكون منهج وسلوك عادي ممكن أن نكون عليه وتكون عليه أجيالنا و أبناؤنا ومن حولنا ، لكن في خضم كل هذه المؤثرات هناك طريق واضح وضوء في آخر النفق هو القرآن الكريم وسنة الحبيب – صلى الله عليه وسلم – في الإتباع ، وأن نجاهد أنفسنا وندع الله لذلك ، ومع الدعاء المستمر في صلاح الأبناء وأن يرشدهم الله الى الطريق المستقيم دوما ، ونحن معهم لأننا نتعلم كل يوم شيئا جديدا وسط هذا الزخم من التلوث البصري والسمعي والعقلي من حولنا ، فالنقف ولنتأمل ونعمل دوما على صلاح أنفسنا وأجيالنا .