منذ ظهور وسائل التواصل الإجتماعي وعهد الإنفتاح الجديد على الإنترنت ببداية الألفية الجديدة و ظهور مواقع مثل My space ولينكد إن Linked In وغيرها مثل Flicker وبعدهم ظهور مواقع Facebook و Twitter و Youtube ، هذه المواقع وغيرها فتحت المجال لكثير من الشباب والرواد بتوصيل أفكارهم وفتح المجال لصناعة المحتوى بأنواعه من شتى أنحاء العالم مما صنع عهد جديد في التواصل الإجتماعي الرقمي والاندماج في ثورة معلوماتية جديدة تساهم في سهولة وصول المعلومة وصناعتها .
بعدهم ونتيجة لتطور مفهوم العمل الحر ونشوء ريادة الأعمال ومساهمتها في فتح مجالات جديدة في الإبتكار ونقل المشاريع من التقليدية الى الرقمية مع تطور أساليبها في التسويق والبحث والريادة .. تحول هذا المفهوم اليوم الى ما يشبه الموضة في تناوله بين الجيل الصاعد الباحث عن نفسه ولكن يجدها مجبورا في البحث بسرعة عن المجد والثروة والغنى بسبب هذا التداخل الرقمي ووسائل التواصل هذه وانعدام الحواجز الزمنية بين الأجيال في نقل الخبرات وتسويق المفاهيم المختلفة على إختلاف مدارسها ومدى صدقيتها ، التى حفرت مفاهيم البحث عن الشغف ليتحقق واقتحم واقفز لتحقق ذاتك ومجالك ونفسك، هذا الزحام من سيل المعلومات المتدفق في عرض التجارب والخبرات الذاتية والدراسات المتدفقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي تضج بها شبكة الانترنت اليوم لم تترك فرصة لدى الشباب والأجيال الناشئة من استكشاف نفسها ، ضجيج سببه منصات الإنترنت المفتوحة من مواقع التواصل الإجتماعي وسهولة الوصول اليها من كل الأعمار مما سبب خلل في وصول المعلومة في الوقت الصحيح للعمر الصحيح ليتلقاها وعي وعقل ذلك المتلقى بما يناسب ظرفه العمري ومدى استيعابه لسيل المعلومات المتدفقة ، ليتم التعامل معها بشكل صحيح يخدم توجه ذلك الإنسان بعد تشكل أفكاره ومبادئه وتربيته ، ليوظف تلك المعلومات بعدما يستوعبها ليجد طريقه الصحيح نحو حياته.
اليوم السيل المتدفق من تجارب الغير وتداخلاتهم عبر الانترنت عبر وسائطه المختلفة ، الغى الفوارق العمرية في اكتساب الوعي الحقيقي في توظيف تلك المعلومات ليجد الإنسان مجاله وذاته وما يبرع فيه حقيقه ، وبسبب الكم الهائل من المعلومات والتجارب والبيانات المتدفقة عبر مواقع الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على حقيقتها أو غير حقيقتها ، أضحت أجيال اليوم مشتتة في التفكير و اختيار الاتجاه الصحيح لحياتها ، لتحاول الأجيال أن تنسخ تجارب الغير وحياتهم عليها لصنع ما صنعوه هم ويقفزوا نحو المجد والشهرة والمال والتجربة .
الطموح لم يكن عيبا في يوم من الأيام أو تحويل الأحلام الى حقيقة عبر العمل الجاد والإجتهاد فالانترنت بوابة كبيرة فتحت أبواب التعليم واكتساب الخبرات والإنفتاح على الشعوب وثقافتهم، لكن المعيب هو إستهلاك عقول و حماس الشباب الناشئة نحو تكوين و صناعة حياتهم بدون أن تتدرج حياتهم بالشكل الصحيح في تلقي المعلومة الصحيحة بما يناسب أعمارهم وتدرجها مع سنة الحياة ، لذلك نرى اليوم كثيرا من الحماس اللاواعي نحو الحياة مما يسبب في كثير من الأحيان نكسات و إحباطات كثيرة تسببت في ارتباك حياة كثير من شباب اليوم والمتطلعين الى طموح الحياة المتقد.
نمط الحياة اليوم يستدعي استحضار الوعي في تقدير كيفية التعامل مع أسلوب الحياة السريعة في عصرنا الحالي وتدفق المعلومات علي أجيالنا لأن المشكلة هنا الفضاء المفتوح من الإنترنت الذي قد يفقد معه الوالدين والحادبين على أمر التربية ورعاية الأسرة أمر التوجيه بشكل صحيح ومتدرج في التعامل بحكمة وبهدوء من أجيال اليوم المتطلعة بشدة الى المستقبل والمتلهفة لكل تجربة تصلح لها أو لا تصلح لها ، بسبب كمية التجارب المعروضة والتى تعطيك ألقها دوما ونقاط قوتها والقليل منها يكون صادق لا يهدف الى الربح فقط والشهرة وإنما عرض تجارب حقيقية لها قيمتها وحقيقتها على الناس .
يكمن التحدي في كيفية توظيف حماس الأجيال الناشئة والمتطلعة الى المستقبل نحو إعتماد نفسها بشكل هادئ يراعى فيه المرحلة العمرية و مدى نضوجها في السلوك والتفكير لما تريده هذه الأجيال لتكوين مستقبلها وتشكيل نمط حياتها على النحو الصحيح والمناسب لها بعد أن تُترك لها مساحة بينها وبين كمية التداخلات الرقمية الهائلة في حياتها ، لتشكل بهدوء و بكل إتزان مستقبلها الحقيقي الذي تريده وليس المصنوع لها في قوالب جاهزة من الإنترنت.